عندما تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، وجه فوهة مدفعه فورًا نحو صناعة السيارات الكهربائية، وألغى الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس السابق بايدن في عام 2021، والذي كان يهدف إلى دعم صناعة السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.
يعتقد الكاتب أن هذه خطوة يائسة من ترامب في مواجهة الأزمة الاقتصادية الأمريكية والأزمات الجيوسياسية العالمية، ويمكن وصفها بأنها "شرب الدم للري". من خلال قطع العلاقات بين أوروبا وروسيا، وبيع النفط بأسعار مرتفعة لأوروبا، على أمل تحقيق مصالح قصيرة الأجل للولايات المتحدة. لكن مع تقدم الصين في صناعة السيارات الكهربائية، من المتوقع أن يتخلف الولايات المتحدة عن الصين بشكل متزايد في المستقبل في مجال السيارات.
ترامب يلغي أمر دعم السيارات الكهربائية
في عام 2021، اقترح الرئيس السابق بايدن هدفًا لتطوير السيارات الكهربائية، حيث كان يأمل في أن يكون نصف السيارات الجديدة المباعة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030 سيارات كهربائية. على الرغم من أن هذا الهدف ليس ملزمًا قانونيًا، إلا أنه لاقى دعمًا من شركات صناعة السيارات الأمريكية والأجنبية.
ومع ذلك، في أمر تنفيذي، أعلن ترامب أنه سيقوم بإلغاء أمر بايدن التنفيذي، وتجمد جزءًا من الأموال الحكومية المخصصة لإنشاء محطات شحن السيارات الكهربائية.
قبل ذلك، كانت وكالة حماية البيئة الأمريكية قد اقترحت أن الشركات المصنعة للسيارات يجب أن تلتزم بنسبة معينة من مبيعات السيارات الكهربائية بحلول عام 2032، لتلبية معايير الانبعاثات الفيدرالية، وأصدر وزارة النقل الأمريكية أيضًا تشريعات مماثلة. ووجه ترامب وكالة حماية البيئة الأمريكية لإعادة النظر في هذا المطلب.
في أمره التنفيذي، ذكر ترامب أنه يسعى لإلغاء إعفاء منحته وكالة حماية البيئة الأمريكية لولاية كاليفورنيا في ديسمبر الماضي، والذي يسمح للولاية بوقف بيع السيارات التي تعمل بالبنزين قبل عام 2035. وقد اعتمدت 11 ولاية أخرى نفس هذا الإعفاء.
قال ترامب إن وكالة حماية البيئة يجب أن "تنهي في الوقت المناسب إعفاءات الانبعاثات التي تسمح للولايات بفرض قيود على بيع السيارات التي تعمل بالبنزين".
النظر في إلغاء "الدعم غير العادل"
أضاف ترامب أيضًا أنه سينظر في إنهاء الإعفاءات الضريبية والدعوم المقدمة للسيارات الكهربائية.
في أمره التنفيذي، ذكر أن الحكومة يجب أن تنظر في "إلغاء الدعم غير العادل، بالإضافة إلى غيرها من التشوهات التي فرضتها الحكومة والتي تميل بشكل أكبر نحو السيارات الكهربائية بدلاً من التقنيات الأخرى، وتفرض شراء السيارات الكهربائية".
وقد ذكر ترامب سابقًا أنه قد يتخذ إجراءات أخرى ضد صناعة السيارات الكهربائية، بما في ذلك السعي لإلغاء الإعفاء الضريبي بقيمة 7500 دولار الذي يحصل عليه المستهلكون عند شراء سيارات كهربائية، كجزء من إصلاحات ضريبية أوسع.
خلال حملته الانتخابية العام الماضي، كانت شعارات ترامب تدور حول إنهاء "متطلبات السيارات الكهربائية" التي فرضها بايدن، لكنه لم يقدم سياسة محددة للرد على ذلك.
كما تعهد ترامب أثناء حملته الانتخابية بزيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة - على الرغم من أن إنتاج النفط والغاز الأمريكي قد وصل إلى مستويات قياسية وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط والغاز في العالم. كما تعهد بإلغاء مبادرات الطاقة النظيفة التي طرحها بايدن، والتي تضمنت دعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية بالإضافة إلى دعم إنتاج الهيدروجين على نطاق واسع.
